ماهو ارتفاع ضغط الدم؟ وما أسبابه وكيفية الوقاية منه؟
تساعد العلامات الحيوية فى معرفة الحالة الصحية لجسم الإنسان، ومن تلك العلامات الحيوية، ضغط الدم، ودرجة الحرارة، ومعدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، إذا كانت إحدى هذه العلامات أو أكثر ذات قيمة عالية أو منخفضة عن المعدل الطبيعي لها، فهذا يدل على وجود مشكلة صحية ما، يعتبر ضغط الدم أحد أهم العلامات الحيوية للجسم، ويقدم مفتاحًا لمعرفة مقدار المجهود الذي يقوم به القلب لضخ الدم في الأوعية الدموية، فما هو ارتفاع ضغط الدم؟ أسبابه وطرق الوقاية منه.
ماهو ضغط الدم
يقوم القلب عند انقباضه بضخ الدم داخل الشرايين إلى جميع أجزاء الجسم وفي هذه الحالة فإن الدم يحدث ضغطًا على جدران الأوعية الدموية وهذا ما يسمى بـ “ضغط الدم”.
كيف يتم تحديد قيمة ضغط الدم؟
يحدد ضغط الدم بقيمتين (أنواع ضغط الدم):
القيمة الأولى (العليا):
ضغط الدم داخل الشرايين، عندما ينقبض القلب ليضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، ويعرف بـ ضغط الدم الإنقباضي.
القيمة الثانية (السفلى):
ضغط الدم في الأوردة في حالة انبساط عضلة القلب يمتلئ القلب بالدم، ويعرف بـ ضغط الدم الانبساطي.
ويمثل ضغط الدم ضغط الدم الانقباضي/ ضغط الدم الانبساطي.
معدل ضغط الدم الطبيعي هو٨٠/١٢٠ أى عندما يكون ضغط الدم الانقباضي أقل من ١٢٠، وضغط الدم الانبساطي أقل من ٨٠.
عندما يحدث تغيير في إحدى هذه القيم أو كلاهما فإن هذا يعني حدوث بعض الحالات المرضية.
فماذا يحدث عند زيادة أو نقصان هذه القيم؟
عند زيادة هذه القيم نكون أمام إحدى الحالات الأتيه:
-
حالة ما قبل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم (prehypertension):
هي حاله يكون فيها قيمة ضغط الدم الإنقباضي ما بين ١٢٠-١٢٩ بينما تكون قيمة ضغط الدم الانبساطي أقل من ٨٠، وتعد هذه الحالة بمثابة إنذار أن الشخص معرض للإصابة بـ ارتفاع الضغط.
-
ارتفاع ضغط الدم (Hypertension):
يعد الضغط المرتفع من الأمراض واسعة الانتشار، والتي تتسبب في زيادة حدوث أمراض القلب، ويؤدي كلًا منهما إلى زيادة نسبة العجز والوفيات.
في عام ٢٠١٤ وُجد أن حوالى ٢٢% من الأشخاص البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ١٨عاما فأكثر مصابين بمرض ارتفاع الضغط.
يعد مرض ارتفاع الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية من الأمراض المنتشرة وبشدة حيث وجد أن حوالى ٨٦ مليون شخص مصابون به أى بمعدل واحد لكل ثلاثة أشخاص ممن تتراوح أعمارهم مابين ٢٠ عاما فأكثر.
و يعد أكثر انتشارا بين الرجال الذين أعمارهم أقل من ٣٥ عاما عن انتشاره بين السيدات في هذا السن، بينما تتقارب النسبة في انتشاره بين الرجال والسيدات فى الأعمار ما بين ٣٥-٦٢ عاما، ولكنه يعود ليصبح أكثر انتشارا بين السيدات في العمر ما بين ٦٥ عاما فأكثر.
وينقسم ذلك العرض إلى مرحلتين بناءًا على توصيات الجمعية الأمريكية للقلب والزمالة الأمريكية لأمراض القلب (AHA/ACC) لعام٢٠١٧ حيث تم تصنيفه إلى مرحلتين:
- المرحلة الأولى : عندما تكون قيمة ضغط الدم الإنقباضي ما بين ١٣٠-١٣٩، وتكون قيمة ضغط الدم الانبساطي ما بين ٨٠- ٨٩.
- المرحلة الثانية: عندما تكون قيمة ضغط الدم الإنقباضي ١٤٠ أو أكثر، وقيمة ضغط الدم الانبساطي ٩٠ أو أكثر.
إذا ارتفع ضغط الدم إلى ١٢٠/١٨٠ تعرف هذه الحالة باسم (Hypertensive crisis)، وعليك اللجوء إلى الطوارئ فورًا في حال حدوثها.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
- معظم حالات هذا العرض تكون بدون أسباب واضحة أو معروفة ويعرف هذا النوع باسم ضغط الدم الأساسي (primary Hypertension)، وعادة ما يحدث على مدار سنوات.
- قد يكون ارتفاع الضغط نتيجة لوجود بعض الحالات المرضية فيما يسمى بارتفاع ضغط الدم الثانوي (Secondary Hypertension)، وفي هذه الحالة عادة ما يكون ارتفاع الضغط فجائيًا وأكبر من ارتفاع قيمته في حالة ضغط الدم الأساسي، وقد يكون بسبب:
- أمراض الكلى.
- أورام الغدة الكظرية.
- أمراض الغدة الدرقية.
- بعض التشوهات الخلقية في الأوعية الدموية لبعض المواليد.
- بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، أدوية البرد، ومضادات الاحتقان، والمسكنات.
- بعض العقاقير غير المشروعة مثل الكوكايين.
عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط
- العمر: حيث تزداد فرصة حدوث ارتفاع الضغط بزيادة العمر حتى سن ٦٤ عامًا تكون النسبة متقاربة في الإصابة بين الرجال والسيدات ولكنها تكون أكبر قليلا في الرجال، ولكن بعد عمر ٦٥ عامًا تصبح الإصابة في السيدات أكبر من الرجال.
- العرق: عادةً تزداد نسبة الإصابة بضغط الدم المرتفع بين الأفارقة في سن أصغر من القوقازيين.
- التاريخ المرضي للعائلة: حيث أنه من أكثر الأمراض انتشارًا بين العائلات.
- زيادة الوزن والسمنة: كلما ازداد الوزن كلما احتاج الجسم إلى المزيد من الأكسجين والمواد الغذائية مما يؤدي إلى زيادة قوة ضربات القلب حتى تستطيع ضخ الدم بشكل مناسب لاحتياجات الجسم مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم.
- زيادة الملح في الطعام: حيث أن زيادة الملح في الطعام تؤدي إلى تخزين الجسم للسوائل وبالتالي ارتفاع الضغط.
- التدخين: يتسبب في ضيق الشرايين وزيادة نسبة خطورة حدوث أمراض القلب.
- الضغط العصبي: المستويات العالية من الضغط العصبي تزيد من ارتفاع ضغط الدم المؤقت، وأيضًا يؤدي إلى بعض العادات التي من نتائجها ارتفاع الضغط مثل زيادة تناول الطعام، والتدخين، وشرب الكحوليات.
- بعض الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب، وأمراض الكلى، و مرض السكري.
- إدمان الكحوليات.
أعراض ضغط الدم المرتفع
عادةً ما يكون ذلك المرض بدون أعراض وهناك كثير من الأشخاص لا يعلمون بإصابتهم بارتفاع ضغط الدم، ولذلك يطلق عليه أحيانا “القاتل الصامت” حيث أن الأعراض لا تبدأ بالظهور إلا بعد الوصول إلى ارتفاع خطير في ضغط الدم، ومن أعراض ارتفاع ضغط الدم، الصداع، ضيق التنفس، ونزيف الأنف.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
ضغط الدم المرتفع يؤثر على الأعضاء الحيوية في الجسم مثل القلب، والكلى، والعين.
القلب: ارتفاع ضغط الدم يؤثر على الأوردة الدموية، ويجعلها أقل مرونة مما يقلل من كمية الدم والأكسجين التي تغذي القلب مما يؤدي إلى حدوث أمراض القلب ومنها الذبحة الصدرية، وفشل عضلة القلب والسكتة الدماغية.
الكلى: يتسبب ارتفاع ضغط الدم فى ضعف وضيق الأوعية الدموية بالكلى مما قد يؤدى إلى فشل كلوي.
العين: يتسبب ضغط الدم المرتفع أيضًا في ضعف وضيق الأوعية الدموية للعين مما يؤثر عليها.
علاج ارتفاع ضغط الدم
- يعتمد علاج ضغط الدم المرتفع على عدة عوامل، أهمها معرفة السبب، وأيضًا التعرف على مرحلة ارتفاع الضغط.
- المرحلة الأولى حيث يكون ضغط الدم لا يتجاوز ( ١٣٠-١٣٩)/(٨٠-٨٩ )، يقوم المريض بتغيير نمط الحياة إلى النمط الصحي، ولكن إذا استمر الارتفاع بعد شهر من اتباع النمط الصحي للحياة ربما نحتاج إلى استخدام علاج دوائي حتى لا يصبح الشخص عرضةً لبعض المضاعفات مثل أمراض القلب.
- المرحلة الثانية والتى يكون فيها ضغط الدم أكبر من أو يساوى ٩٠/١٤٠ فإن تغيير نمط الحياة قد لا يكون كافيًا حتى نعود بضغط الدم إلى مستواه الطبيعي لذلك يجب علينا استخدام العلاج الدوائي منذ البداية.
- في بعض الحالات إذا وصل ضغط الدم إلى مستوى أعلى من ١٢٠/١٨٠ فعلى المريض أن يلجأ إلى الطوارئ على الفور خاصًة إذا شعر بأعراض مثل ألم في الصدر، وصداع، ودوار، وضيق التنفس، واضطراب الرؤية .
ومن أمثلة الأدوية المستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفع :
- أدوية تؤثر على بعض الأنزيمات التي تفرزها الكُلى والتي تتسبب في ارتفاع الضغط.
- أدوية تعمل على بعض المستقبلات داخل الجسم مثل مستقبلات ألفا ومستقبلات بيتا وتؤدي إلى غلقها وبالتالي علاج ضغط الدم المرتفع.
- مدرات البول والتي تعمل على زيادة خروج البول من الجسم وبالتالي تساعد على تنظيم ضغط الدم المرتفع.
كيفية الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
- ممارسة الرياضة وزيادة النشاط الجسدي على الأقل بمعدل٣٠ دقيقة يوميًا لمدة ٥ أيام أسبوعيا.
- الحفاظ على الوزن المناسب.
- تقليل الكافيين.
- تقليل الملح في الطعام.
- عدم التعرض إلى الضغط العصبي قدر الإمكان.
- التوقف عن التدخين.
اقرأ أيضًا: فرط نشاط الغدة الدرقية thyroid gland