“إنها اعراض العصب السابع” هكذا قال الطبيب لجدي عندما أخبره أنه يعاني تنميل وفقدان الإحساس في نصف وجهه، بالإضافة إلى سيلان اللعاب من أحد جانبي الفم، وعدم قدرته على غلق عينه.
نتعرف -قارئنا العزيز- في هذا المقال إلى العصب السابع أو ما يُعرف بالشلل الوجهي، وأعراضه الشائعة وكيفية حدوثه ووسائل التحكم والعناية به منزليًا.
ما هو العصب السابع؟
العصب السابع أو شلل الوجه النِّصفي هو صورة من صور الضعف المؤقت أو الشلل الذي يحدث في عضلات الوجه.
ينتج هذا المرض من التهاب أو تلف العصب القحفي السابع، وتظهر أعراض العصب السابع فجأة ويزداد الأمر سوءًا خلال 48 ساعة.
يؤثر شلل الوجه النِّصفي في أحد جانبي الوجه، لكن في أحيان نادرة قد يؤثر في كلا الجانبين.
يتسبب العصب السابع في صعوبة الابتسام وإغلاق الجفن على الناحية المصابة، وتدلي جانب واحد من جانبي الوجه.
قد يحدث التهاب العصب الوجهي في أي مرحلة من مراحل العمر، إلا أن أكثر الحالات شيوعًا تكون بين الأشخاص الذين تكون أعمارهم بين 60:16 عامًا.
أسباب العصب السابع
مع أن السبب الدقيق لحدوث شلل الوجه النِّصفي غير واضح حتى الآن، إلا أن كثير من العلماء يرجحون أنه قد يكون مرتبطًا بعدوى فيروسية.
تشمل الفيروسات التي تسبب اعراض العصب السابع فيروس جدري الماء والقوباء المنطقية، وفيروس الهربس التناسلي والقروح الباردة، والحصبة الألمانية وفيروس النكاف، وفيروس الإنفلونزا.
يتحكم في كثير من عضلات الوجه، ويمر خلال فجوة عظمية ضيقة من الدماغ إلى الوجه.
قد ينضغط عليه في الفجوة الضيقة؛ وذلك نتيجة التهاب العصب وتورمه؛ مما يؤدي إلى تلف الغطاء الواقي للعصب المغذي لعضلات الوجه.
عند تلف الغطاء الواقي للعصب، لا تنتقل الإشارات من الدماغ إلى الوجه بصورة صحيحة؛ مما يؤدي إلى شلل وضعف عضلات الوجه.
تشمل الأسباب الأخرى للإصابة بأعراض التهاب العصب السابع وشلل الوجه:
- ورم المخ.
- عدوى الجهاز التنفسي مثل البرد والإنفلونزا.
- التاريخ العائلي للإصابة بشلل الوجه النصفي.
- الحمل وخصوصًا في الثلاثة أشهر الأخيرة منه.
- داء كثرة الوحيدات (Infectious mononucleosis).
- الوهن العضلي الوبيل، والتصلب المتعدد، ومتلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré syndrome)، وغيرها من أمراض المناعة الذاتية.
لعلك تتساءل الآن ما هي أعراض العصب السابع وشلل الوجه؟
اعراض العصب السابع
تتراوح أعراضه من ارتعاش خفيف إلى شلل كامل في عضلات جانب واحد من الوجه، وتشمل اعراض التهابه ما يأتي:
- ضعف مفاجئ أو شلل في ناحية واحدة فقط من الوجه.
- اضطراب حركة العضلات المتحكمة في تعابير الوجه.
- فقدان القدرة على الإحساس بالوجه.
- تشنجات عضلية بالوجه.
- تدلي الوجه وصعوبة إغلاق الجفن.
- جفاف العين أو الفم.
- فقدان القدرة على التذوق.
- سيلان اللعاب من الجانب المصاب.
- صعوبة الكلام أو الأكل أو الشرب.
- طنين الأذن.
- ألم أمام أو خلف الأذن على الناحية المصابة.
- فرط الحساسية الصوتية على الجانب المصاب.
- الصداع.
مضاعفات العصب السابع
تختفي اعراضه الخفيف في غضون شهور قليلة دون حدوث مضاعفات، ومع ذلك، قد تحدث مضاعفات في الحالات الشديدة.
فقد يحدث تلف له، وقد يعاني المريض جفاف العين المفرط؛ مما يؤدي إلى قرحة العين والتهابها أو قد يصل الأمر إلى العمى.
قد يُسبب أيضًا الإصابة بما يعرف بالحركة التصاحبية أو synkinesis، وهي حالة يؤدي فيها تحريك جزء من الجسم إلى تحريك جزء آخر بصورة لا إرادية، مثل غلق جفن العين عند التبسم.
تشخيص العصب السابع
لا توجد اختبارات محددة لتشخيص أعراض ضعفه أو شلل الوجه النِّصفي، لكن يمتلك الطبيب القدرة على التشخيص من خلال السؤال عن بداية اعراضه، وكذلك الأعراض التي يعانيها المريض.
قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى التي ربما تسبب أعراضًا مماثلة لأعراض شلل الوجه؛ وتحديد مدى التهاب الأعصاب وتلفها.
من هذه الاختبارات:
- تخطيط كهربية العضل (EMG).
- اختبارات الدم؛ وذلك لتحديد ما إذا كان المريض يعاني أمراضًا أخرى مثل السكري أو مرض لايم (Lyme disease).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية؛ وذلك لفحص شلل أعصاب الوجه.
علاج العصب السابع
يتعافى معظم مصابي شلل الوجه النِّصفي تمامًا مع العلاج أو دونه، وتختلف وسائل العلاج باختلاف حالة المريض ومدى التهاب العصب وتأثره.
علاج العصب السابع دوائيًا
أعلم أنك تتساءل الآن، هل هناك أدوية لديها القدرة على تقليل التهابه؟
نعم عزيزي القارئ، فتشمل الأدوية شائعة الاستخدام لعلاج التهاب الذي يحدث بسببه وشلل الوجه النِّصفي ما يأتي:
- الستيرويدات: مثل بريدنيزون، تؤخذ بالفم وتقلل من التهاب الأعصاب وتورمها، كذلك تساعد على حركة الوجه بدرجة أسرع.
يجب البدء في تناول هذا الدواء في غضون 48 ساعة من بداية الأعراض.
- الأدوية المضادة للفيروسات: مثل الأسيكلوفير (Acyclovir)، تحفز التعافي من الشلل الوجهي بالرغم من عدم وضوح مدى الفائدة التي تقدمها حتى الآن.
يعمل هذا العقار عند دمجه مع الستيرويدات بصورة أفضل في تخفيف التهاب الناتج بسببه.
علاج العصب السابع جراحيًا
في أحيان نادرة، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة تجميلية لتصحيح الأضرار الناتجة عن مشكلاته والعين التي تأثرت بهذه الإصابة.
يساعد الإنعاش الوجهي على جعل الوجه أكثر تناسقًا، كذلك يمكّنه من استعادة حركته.
نادرًا ما تُجرى جراحة تخفيف الضغط على العصب، ولم تعد تُستخدم في الوقت لحالي؛ لأنها قد تتسبب في فقدان السمع وتلف العصب بصورة دائمة.
علاج العصب السابع منزليًا
تشمل وسائل علاج أعراضه منزليًا ما يأتي:
- استخدام قطرات العين المرطبة نهارًا والمراهم ليلًا؛ وذلك لحماية العين والحفاظ عليها رطبة.
كذلك يمكن أن يؤدي ارتداء النظارات الواقية وضمادة العين إلى حماية العين من الخدش.
- تناول المسكنات المتاحة دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو أسيتامينوفين.
- أداء تمارين العلاج الطبيعي؛ للمساعدة على إرخاء عضلات الوجه وحمايتها من التقلص.
ختامًا -قارئنا العزيز- اعراض العصب السابع وشلل الوجه سهلة التمييز، وكما علمت فإنه كلما بدأت رحلة العلاج مبكرًا ساعد ذلك في الشفاء العاجل، لذا احرص على استشارة الطبيب على الفور إن شعرت بأي عرض من أعراض التهاب العصب السابع.
المصادر:
https://www.healthline.com/health/bells-palsy
https://www.medicalnewstoday.com/articles/158863#causes
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/5457-bells-palsy
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/bells-palsy
https://www.healthline.com/health/bells-palsy#complications
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bells-palsy/diagnosis-treatment/drc-20370034