يعد شفط الدهون هو الحل الأمثل للتخلص من شحوم الجسم العنيدة التي لم ينفع معاها اتباع نظام غذائي صحي أو حتى ممارسة الرياضة بانتظام.
لذا نتعرف في هذا المقال إلى كل ما تود معرفته حول هذا الموضوع، فتابع معنا.
عملية شفط الدهون
هي إجراء جراحي تجميلي يهدف إلى إزالة دهون الجسم الزائدة، وتسمى أيضًا شد الدهون أو شد الجسم، ويطلق عليها البعض عملية نحت الجسم.
تُجرى هذه العملية للتخلص من دهون الجسم التي لم تستجب للنظام الغذائي أو التمارين الرياضية مثل البطن والأرداف والفخذين والوركين، أو الذراعين أو الرقبة أو الظهر.
لا تعد العملية بديلًا لإنقاص الوزن، فبالرغم من كونها تزيل الخلايا الدهنية على نحو كامل، فإنه يمكن للخلايا المتبقية أن تنمو نموًا كبيرًا.
المرشحون لشفط الدهون
تتضمن الفئات المرشحة للعملية المرضى الذين:
- لديهم مناطق مستعصية من الدهون، بالرغم من اتباعهم الأنماط الصحية السليمة وممارسة الرياضة.
- الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون أمراضًا مهددة للحياة.
- يتمتعون بلياقة بدنية جيدة وصحة جيدة أيضًا.
- لا يعانون زيادة الوزن أو السمنة.
- ليس لديهم كثيرًا من الجلد الزائد أو المترهل.
- لا يدخنون.
- يتمتعون بقوة عضلية جيدة.
كذلك يجب الابتعاد عن شفط الدهون للمرضى الذين:
- أكبر من 45 عامًا.
- يعانون السمنة وزيادة الوزن.
- لديهم مشكلات صحية مزمنة.
- يعانون ضعف الجهاز المناعي.
- لديهم جلد مترهل.
- يعانون مرض السكري أو تجلط الأوردة العميقة أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
- يتناولون الأدوية التي تزيد خطر النزيف.
- يدخنون باستمرار.
التحضيرات قبل شفط الدهون
قبل إجراء الجراحة، سيراجع الطبيب التاريخ الطبي للمريض، وسيسأل عن ما إذا كان يتناول أي أدوية أو أعشاب أو مكملات غذائية.
يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول بعض الأدوية، مثل مميعات الدم (الأسبرين)، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية قبل إجراء الجراحة بثلاثة أسابيع على الأقل.
كذلك من الراجح أيضًا أن يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات المعملية مثل فحص تعداد الدم الكامل (CBC)، وتحاليل التخثر.
يجب أن تمتنع النساء عن تناول حبوب منع الحمل، كما يجب معالجة فقر الدم (الأنيميا) بتناول مكملات الحديد.
من المهم أيضًا أن يكون للمريض مرافقًا بعد إجراء الجراحة؛ لنقله من المستشفى إلى المنزل، وقد يكون من الأفضل البقاء معه ليلة كاملة بعد الجراحة.
اقرأ أيضًا: جراحة تكميم المعدة| الفوائد والمخاطر
في أثناء العملية
بينما تتطلب بعض إجراءات شد الدهون تخديرًا موضعيًا، يتطلب البعض الآخر تخديرًا عامًا أو كليًا، وذلك بإعطاء المريض حقنة وريدية.
يُدخل الطبيب أنابيبًا صغيرة ورفيعة وغير حادة الأطراف من خلال فتحات صغيرة في الجلد، ثم يحرك هذه الأنابيب لاستهداف رواسب الدهون وشفطها.
هناك مجموعة من التقنيات المستخدمة التي تسهل إجراء العملية، وتشمل هذه التقنيات:
شفط الدهون التورمي (Tumescent liposuction)
أكثر التقنيات شيوعًا، يحقن الجراح المنطقة المصابة بمحلول معقم مكون من خليط من الماء المالح ومخدر الليدوكايين، ودواء إبينيفرين.
يسمح هذا الخليط بالتخدير الموضعي للمريض، كذلك يقلل فقدان الدم وآلام ما بعد الجراحة.
يتسبب هذا الخليط أيضًا في تروم المنطقة المصابة وتيبسها؛ مما يساعد الجراح على عمل جروح صغيرة في الجلد، ومن ثم إدخال أنبوب رفيع (قنية) من خلالها.
تتصل القنية بجهاز شفط الدهون الذي يمتص الدهون والسوائل من الجسم، ويمكن تعويض هذه السوائل من خلال الأنابيب الوريدية.
شفط الدهون بمساعدة الموجات فوق الصوتية (UAL)
ينقل الطاقة من خلال قضيب معدني يدوي خاص، ينبعث منه موجات فوق صوتية، يساعد على تفكيك الدهون وإذابتها؛ مما يسمح بإزالة حجم أكبر من الدهون.
تعد هذه الطريقة هي الأفضل للمناطق الكبيرة ذات الدهون الكثيفة، وللمرضى الذكور.
شفط الدهون بمساعدة جهاز VASER
أحد صور الشفط باستخدام الموجات فوق الصوتية، وهي قنية بالموجات فوق الصوتية بها عدة أخاديد توزع الطاقة بالتساوي؛ مما يحسن تمزق الدهون وإزالتها.
شفط الدهون بمساعدة الطاقة (Power-assisted liposuction)
يستخدم هذا النوع قنية تتحرك حركة سريعة ذهابًا وإيابًا، يسمح هذا الاهتزاز للجراح بسحب الدهون الصعبة بسرعة وسهولة.
تسبب هذه التقنية ألمًا وتورمًا أقل؛ مما يسمح للجراح بإزالة الدهون بدقة عالية، وقد يختار الجراح هذه التقنية في حالة إزالة كميات كبيرة من الدهون، أو إذا كان المريض قد أجرى جراحة شد الدهون سابقًا.
شفط الدهون بالليزر (Laser-assisted liposuction)
تستخدم هذه التقنية ضوء ليزر عالي الكثافة؛ لتفتيت الدهون وإزالتها.
يدخل الجراح ألياف الليزر من خلال فتحة صغيرة في الجلد، ثم يستحلب رواسب الدهون، ثم يتخلص من الدهون من خلال قنية.
شفط الدهون بمساعدة آلة الشفط (SAL)
هي تقنية جراحية تستخدم في إزالة الرواسب الدهنية غير المرغوب فيها من مناطق الجسم المختلفة، وذلك باستخدام الشفط.
اقرأ أيضًا: الاعشاب الطبية| تعرف على 15 نوعًا لانقاص الوزن
ما بعد عملية شفط الدهون
قد يحتاج المريض إلى ارتداء ملابس ضاغطة على المنطقة المعالجة عدة أسابيع؛ إذ تقلل التورم وتساعد الجلد على التكيف مع خطوطه الجديدة.
قد يحتاج المرضى في بعض الحالات إلى تصريف مؤقت؛ لإزالة الدم أو السوائل الزائدة.
يعتمد التعافي الفوري على المناطق التي أُجريت فيها الجراحة والتقنية المستخدمة؛ لذا قد يستغرق الأمر ما بين 5-7 أيام قبل أن يتمكن المريض من العودة إلى العمل.
يتطلب الأمر الراحة بين 4 – 6 أسابيع للعودة إلى الأنشطة البدنية مثل التدريبات الرياضية، وقد تستمر مدة التعافي عمومًا حتى 3 شهور.
فوائد شفط الدهون
تعطي عمليات شفط الدهون نتائج ملحوظة على الفور، إذ تساعد على أن يكون المظهر العام للجسم أكثر تحديدًا وجمالًا.
كذلك تعد آثار شفط الدهون دائمة؛ ما يعني عدم عودة الدهون إلى المناطق التي أُزيلت منها سابقًا، حتى لو زادت شحوم الجسم الكلية مرة أخرى.
بينما تُجرى هذه العملية لأغراض تجميلية، يمكن استخدامها في بعض الأحيان لعلاج أمراض معينة مثل:
- الوذمة اللمفية: وهي حالة مزمنة يتجمع فيها السائل الزائد المعروف باللمف (lymph) في الأنسجة؛ مما يؤدي إلى الوذمة أو التورم.
يساهم شفط الدهون في تقليل التورم والألم والشعور بعد الراحة.
- التثدي: تتراكم الدهون أحيانًا تحت ثدي الرجل؛ لذا تفيد جراحات شد الدهون في علاج هذه الحالة.
- متلازمة الحثل الشحمي (Lipodystrophy syndrome): وهي تراكم الدهون في أجزاء معينة من الجسم دون أجزاء أخرى.
لذا يمكن أن تحسن هذه الجراحة مظهر المريض، وذلك من خلال إعادة توزيع الدهون في الجسم توزيعًا طبيعيًا.
- الأورام الشحمية (Lipomas): وهي كتل بيضاوية أو مستديرة الشكل مصنوعة من الدهون، تنمو تحت الجلد مباشرة.
تتحرك بسهولة عند لمسها ولا تسبب ألمًا عادة، وقد تظهر في أي مكان في الجسم، لكنها تعد أكثر شيوعًا في الجذع والظهر والكتف والرقبة والذراع.
اقرأ أيضًا: رجيم الصيام المتقطع
أضرار شفط الدهون
تتعدد مخاطر وأضرار جراحة شفط الدهون؛ لذا تعد مناقشة الطبيب حول هذه المخاطر أمرًا ضروريًا قبل إجراء الجراحة.
تشمل الأضرار ما يأتي:
- مخاطر التخدير.
- انتفاخات وكدمات قد تستمر حتى ستة أشهر.
- الندوب في المناطق المعالجة.
- التهابات المناطق المعالجة أو الأوردة التي تحتها.
- التنميل الذي يزول في غضون ثمانية أسابيع بعد الجراحة.
- نزيف تحت الجلد (ورم دموي).
- تغيرات لون الجلد في المناطق المعالجة.
- تراكم السوائل داخل الرئتين (الوذمة الرئوية)؛ نتيجة حقن السوائل داخل الجسم.
- تلف الأعصاب والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية خلال العملية.
- جلطة دموية رئوية (الانصمام الرئوي).
- تجمع الدهون في الأوعية الدموية وانتقالها إلى الدماغ أو إلى الرئتين، وهو ما يعرف بالانصمام الدهني (Fat embolism).
- عدم تناسق المظهر الخارجي.
- الحاجة إلى إعادة الجراحة.
نتائج شفط الدهون
يختفي الورم في غضون بضعة أسابيع، وتبدو المنطقة المعالجة أقل حجمًا، وفي غضون عدة أشهر تكون يكون للمنطقة المعالجة مظهرًا أكثر رشاقة.
تدوم نتائج شفط الدهون مدة أطول طالما يحافظ المريض على وزنه.
كم ينقص الوزن بعد شفط الدهون؟
ربما يكون الحد الأقصى للدهون المفقودة من 3 إلى 4 كيلو جرامات؛ إذ لا يمكن إزالة أكثر من ذلك في عملية واحدة.
إذا احتاج المريض إلى إزالة أكثر من 4 كيلوجرامات من الدهون، فمن الأفضل تقسيم شد الدهون إلى إجراءات جراحية منفصلة.
هل عملية شفط الدهون مؤلمة؟
عادة يكون الألم بعد الجراحة أكثر شدة بعد يومين إلى أربعة أيام، ثم يقل بعد ذلك تدريجيًا، إذ تتوقف شدة الألم على نوع التخدير والكمية المستخدمة منه.
وفي الختام، تعرفنا سويًا إلى جميع ما تود معرفته حول شفط الدهون، متمنين لكم جميعًا دوام الصحة والعافية.
المصادر: