تراكم الدهون في منطقة الوجه من شأنه إخفاء بهجة الوجه ونضارته؛ لذا يسعى كثيرون للتخلص من هذه الدهون التي تشوه مظهر الوجه من خلال شفط دهون الوجه.
تدور الفكرة في هذه العملية حول شفط الدهون من منطقة الخد والذقن والرقبة، لكن يبقى السؤال، هل تعد هذه العملية آمنة؟ وهل تحقق النتائج المرجوة؟
تابع معنا -قارئنا العزيز- لنتعرف سويًا إلى كل التساؤلات التي تدور في رأسك.
شفط دهون الوجه
يعد إجراءً تجميليًا شائعًا، إما بمفرده أو مقترنًا بعمليات شد الوجه أو غيرها من عمليات الوجه المختلفة.
تتألف من إزالة الأنسجة الدهنية غير المرغوب فيها باستخدام أنبوب رفيع (قنية) وجهاز شفط؛ لتعزيز مظهر الوجه وتحسينه.
تنتج هذه الرواسب الدهنية من السمنة بالنسبة لعدد كبير من الناس، فبالرغم من اتباعهم للنظم الغذائية السليمة، إلا إن هذه الدهون لا تستجيب.
يمكن استخدام شفط دهون الوجه للتخلص من دهون منطقة الخدين والذقن والرقبة، ولحسن الحظ تُجرى العمليات تحت تأثير التخدير الموضعي.
أسباب سمنة الوجه
تحدث دهون الوجه الزائدة نتيجة إلى ما يأتي:
- السمنة وزيادة الوزن.
- الشيخوخة.
- قلة ممارسة التمارين الرياضة.
- الأمراض الوراثية.
يمكن أن يؤدي تعرض الجسم للعلاج بالكورتيزون لفترات طويلة؛ أو فرط إنتاج الكورتيزول إلى الإصابة بمتلازمة كوشينغ.
تشمل أعراض المتلازمة دهون الوجه، وضعف الانتصاب، وبروز علامات وريدية أرجوانية على الجلد، والاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم.
أنواع شفط دهون الوجه
تشمل أنواع شفط دهون الوجه ما يأتي:
شفط دهون الخد
تُجرى هذه العملية بطريقة مشابهة لشفط الدهون في أجزاء الجسم المختلفة، وتتميز بكونها تستغرق من نصف ساعة إلى ساعة فقط؛ ما يعني العودة إلى المنزل بعد الانتهاء.
يلجأ الطبيب إلى عمل شقوق صغيرة في الخد، ويستخدم عدة تقنيات للمساعدة على إزالة الأنسجة الدهنية، وتتضمن هذه التقنيات:
- شفط الدهون التورمي: يحقن الطبيب محلولًا ملحيًا ومسكنات الآلام والإبينفرين؛ مما يؤدي إلى
تصلب المنطقة وتورمها.
تساعد هذه التقنية الطبيب على إزالة الدهون بسهولة كبيرة.
- تفتيت الدهون بالموجات فوق الصوتية: يدخل الطبيب قضيبًا معدنيًا صغيرًا ينتج عنه طاقة فوق صوتية، تساهم في التخلص من الخلايا الدهنية.
- شفط الدهون بالليزر: تساعد الطاقة الناتجة من الليزر على تكسير الدهون.
شفط دهون الذقن
وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحة الجلد، فإن حوالي 68% من الأشخاص يعانون دهونًا تحت الذقن، وهو ما يعرف بالذقن المزدوج.
يستخدم أطباء التجميل مجموعة مختلفة من الإجراءات التي تساهم في التخلص من الذقن المزدوجة، وتشمل هذه الإجراءات:
- شفط الدهون: يزيل هذا الإجراء الدهون من تحت الجلد، من خلال عمل شق صغير وإدخال أنبوب وامتصاص الدهون.
- شد الوجه: يسمح هذا الإجراء بإزالة الدهون والجلد المترهل حول الرقبة والذقن، ويتميز بإمكانية إجراؤه تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام.
- شد الرقبة: تهدف أنواع مختلفة من إجراءات شد الرقبة إلى إزالة الجلد الزائد حولها، أو إلى شد عضلات الرقبة؛ وذلك لإصلاح ملامح الرقبة والذقن.
من المتوقع أن يعاني المريض بعد هذه الإجراءات الكدمات والتورم مدة 14 يومًا، وتتحسن هذه الأعراض بالتدريج إلى أن تختفي تمامًا.
شفط دهون الرقبة
يعد شفط دهون الرقبة إجراءً سريعًا إلى حد كبير، ويمكن إجراؤه في أحيان كثيرة باستخدام التخدير الموضعي، وذلك بعمل شق أو شقين صغيرين.
يُدخل الجراح قنية صغيرة تحت الذقن أو خلف الأذنين لشفط الدهون وإزالتها من محيط الرقبة والذقن؛ لكي تبدو الرقبة أكثر شبابًا وجاذبية.
يرتدي المريض بعد العملية حزامًا داعمًا مدة 3 أو 4 أيام، ويتمكن من العودة إلى العمل في خلال أسبوع واحد، كذلك بإمكانه العودة إلى النشاط البدني الكامل بعد أسبوعين.
فوائد شفط دهون الوجه
تتميز هذه العملية بنتائجها السريعة مقارنة بغيرها التي تتطلب جلسات علاجية طويلة أو حتى فترات تعافي أطول.
يزيل شفط دهون الخد الخلايا الدهنية على نحو دائم، ويعيد تشكيل المنطقة ويحدد محيطها؛ مما يسبب تنحيف الوجه.
الأشخاص المرشحون لشفط دهون الوجه
لا تعد العملية خيارًا مناسبًا للجميع؛ لذا فإنها مناسبة للمرضى الذين لديهم زيادة في دهون الوجه ويتمتعون بصحة جيدة.
كذلك تعد مناسبة للمرضى الذين لديهم بشرة ناعمة ومرنة؛ لذا فإن الأشخاص ذوي البشرة الرقيقة غير مرشحين لهذه العملية.
لا تناسب الجراحة المرضى الذين يعانون أمراض القلب أو مرض السكري، ولا تناسب أيضًا المدخنين.
التحضيرات قبل العملية
قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوص المعملية قبل إجراء شفط دهون الوجه؛ للتأكد من ملائمة الجراحة للحالة الصحية للمريض.
كذلك ربما يطلب الامتناع عن تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين والأدوية المضادة للالتهابات والمكملات العشبية؛ لأنها تزيد خطر النزيف.
يحتاج المريض أيضًا إلى الترتيب مع أحد الأشخاص ليقوده بعد الجراحة إلى المنزل، وليبقى معه على الأقل أول ليلة بعد الجراحة.
في أثناء العملية
تُجرى عادة تحت تأثير التخدير الموضعي، بالرغم من إمكانية إجرائها تحت تأثير التخدير العام، ثم يبدأ الطبيب في تحديد منطقة الوجه.
تشمل خطوات العملية ما يلي:
- يحقن الطبيب الوجه بمحلول يحتوي على مخدر وأدوية تقلل النزيف والتورم.
- يفتت الخلايا الدهنية باستخدام اهتزازات عالية التردد أو الليزر.
- يُجري شقًا صغيرًا يتصل بجهاز تفريغ.
- يحرك أنبوب الشفط للأمام وللخلف؛ لتفكيك الدهون وامتصاصها.
- يشفط أي سوائل أو دم زائدين.
- يُغلق الجرح باستخدام الغرز الجراحية، ويضع ضمادة على وجه المريض.
التعافي بعد العملية
يتسبب شفط الدهون في ظهور كدمات فوق الفك والرقبة، ويتلاشى هذا غالبًا في غضون سبعة إلى عشرة أيام.
قد يتأخر التعافي عدة أيام عند إجراء العملية جنبًا إلى جنب مع عملية شد الوجه أو شد الرقبة، ويمكن خلالها استخدام مسكنات الألم.
ربما يشعر المريض بألم وتورم في الوجه بعدها، لكن لحسن الحظ تتلاشى هذه الأعراض بمرور الوقت، كما يمكن استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للمساعدة على التخلص من الأعراض.
يستغرق وقت الشفاء الكامل من 3 إلى 4 أسابيع، بعد ذلك، يكون للخد مظهرًا نحيفًا.
نتائج العملية
تحقق هذه العملية نتائج مرضية للأشخاص ذوي مرونة الجلد الجيدة الذين يعانون الدهون الزائدة على الفك والرقبة.
شفط دهون الوجه بالليزر
يعد شفط الدهون بالليزر علاجًا يتيح إزالة الدهون بأدنى حد من التدخل الجراحي؛ إذ تُعالج منطقة الوجه بألياف الليزر تحت الجلد؛ لإذابة الدهون والتخلص منها.
يختلف شفط دهون الوجه بالليزر عن باقي الوسائل من حيث كونه إجراءً جراحيًا بسيطًا يستخدم أليافًا ضوئية مكثفة أسفل الجلد.
يؤدي استخدام مزيجًا من الأطوال الموجية والحرارة المتنوعة إلى ما يعرف بتحلل الدهون بالليزر، وهي وسيلة رائعة لإذابة دهون الجسم.
عند مقارنة الليزر بغيره من الوسائل الأخرى، يكون هو الخيار الأفضل للذين يرغبون في الحصول على نتائج فورية.
تجربتي مع شفط دهون الوجه
يقول أحد المرضى أن هذه العملية غيرت حياته تمامًا، وجعلته يشعر بسعادة بالغة؛ وكان هذا بفضل الطبيب الماهر الذي أجرى له الجراحة.
كان يوم الجراحة سهلًا على حد وصفه، لم يشعر بأي ألم طوال مدة العملية، كانت حقنة التخدير فقط هي مصدر الانزعاج الطفيف بالنسبة له.
عند عودته إلى المنزل وتلاشي التخدير، شعر بألم بسيط في وجهه، واستطاع التعامل مع الألم بربط ضمادة على رأسه وتناول الأدوية الموصوفة فقط.
لاحظ المريض اختفاء الألم بحلول اليوم الثالث أو الرابع، كما اختفت الكدمات بنهاية الأسبوع الأول، في حين كان التورم يختفي على نحو بطيء، واستغرق اختفائه تمامًا قرابة الستة أشهر.
يقول أن المفتاح السحري لهذه العملية هو ارتداء الضمادة قدر الإمكان، ولكنه بعد خلع الضمادة كان متحمسًا لرؤية وجهه في ثوبه الجديد.
لم يرى ذقنه وفكه بهذه الحالة الرائعة من قبل، لقد تخلص من دهونه الزائدة واستطاع رؤية تفاحة آدم في رقبته؛ مما جعله يشعر بسعادة عارمة.
أضرار شفط دهون الوجه
يعد التورم وعدم الشعور بالراحة أمرًا طبيعيًا في أثناء التعافي من عملية شفط الدهون.
كما هو الحال مع أي عملية، يمكن حدوث بعض المضاعفات المحتملة مثل:
- النزيف خلال العملية.
- ارتخاء الجلد وعدم تناسقه.
- تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى الخدر.
- تغير لون الجلد.
- الالتهابات.
- تراكم السوائل تحت الجلد (الورم المصلي).
- الانسداد الدهني.
جهاز شفط دهون الوجه
يخلص البشرة من الجلد الميت وذلك من خلال تقشير الوجه، كما يساعد على إزالة البثور السوداء، ويساهم في شفط دهون الوجه الزائدة.
يوجد به عدة درجات لتناسب طبيعة البشرة من حيث كونها دهنية أو جافة أو حساسة.
يجب غسل الوجه وتنشيفه جيدًا قبل استخدام الجهاز، ولا يجب وضع أي مستحضرات تجميل على الوجه عند البدء في استخدامه.
يفضل إجراء جلسة بخار على الوجه لفتح المسام والمساعدة على تنظيف أكثر وأعمق.
يحرك الجهاز من أعلى إلى أسفل؛ للحد من حدوث الترهلات.
يصل سعر جهاز شفط دهون الوجه إلى 130 جنيه مصري.
التخلص من دهون الوجه طبيعيًا
يحدث اكتساب الدهون حول الوجه نتيجة إلى اكتساب الدهون الزائدة في الجسم في معظم الحالات، ومع ذلك، توجد بعض النصائح التي تساعد على تقليل دهون الوجه.
- ممارسة تمارين الوجه: تشير بعض الأدلة إلى أن تمارين عضلات الوجه بإمكانها المساهمة في تقليل الدهون.
- المحافظة على ترطيب الجسم: يمكن لشرب الماء قبل الوجبة أن يساعد على تقليل إجمالي عدد السعرات الحرارية المستهلكة والشعور بالشبع.
- تناول الخضروات والفواكه: يعد اتباع نظام غذائي متوازن أفضل وسيلة لفقدان دهون الوجه.
- الحصول على قدر مناسب من النوم: تؤثر قلة النوم في مستويات بعض الهرمونات التي تعزز الشعور بالجوع والامتلاء.
- تناول الغذاء الصحي: تعد الأطعمة الغنية بفيتامين ب12 وفيتامين د وأحماض أوميغا 3 أفضل الأطعمة التي تقلل دهون الوجه.
- الحد من تناول السكر والملح: يؤدي إنقاص تناول السكر والملح إلى تقليل احتباس الماء والسوائل داخل الوجه.
- ممارسة التمرينات الرياضية: تعد ممارسة الرياضة الطريقة الأكثر فاعلية في تقليل الدهون عامة ودهون الوجه خاصة.
في الختام، تعد عملية شفط دهون الوجه منتشرة خلال هذه الآونة؛ نظرًا لسهولتها ونتائجها الجيدة، لكن يجب استشارة الطبيب قبل إجراء العملية حتى نتأكد من مناسبتها لأحوالنا الصحية.
المصادر: