معا لصحة أفضل

متلازمة الطفل الأوسط | حقائق يجب أن تعرفها عنها

0

تجلس الأسرة على منضدة الطعام لتناول الغداء، وينشغل الأب في الحديث مع الابن الأكبر حول علاماته المبهرة في اختبارات المدرسة، وتنشغل الأم في محاولة إطعام الصغير قبل أن يُحدث فوضى، بينما يجلس الطفل الأوسط منتظرًا جذب انتباه أحد والديه!!، يرث الأطفال من آبائهم العديد من الصفات الجسمية كلون البشرة وملمس الشعر، وقد يرثون العديد من صفات الشخصية والطباع، فهل تتأثر شخصية الطفل أيضًا بترتيب مولده بين إخوته؟، وذلك ما سنتناوله في ميديكال واي عن متلازمة الطفل الأوسط .

ما هي حقيقة متلازمة الطفل الأوسط؟

ما هي أسبابها؟ 

هل تؤثر في حياة هؤلاء في المستقبل؟

ما هي أمثل طرق التعامل مع الطفل الأوسط؟

تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على إجابات وافية لكل تلك الأسئلة.

ما هي متلازمة الطفل الأوسط

متلازمة الطفل الأوسط هي الاعتقاد بأن الطفل الأوسط مُستبعد، ومُتجاهل، أو حتى مُهمل تمامًا من والديه بسبب ترتيبه بين إخوته، ويُعتقد أن الطفل يكتسب صفات شخصية واجتماعية خاصة بسبب كونه طفلًا أوسطًا.

اسباب متلازمة الطفل الأوسط 

يوجه الآباء جُل اهتمامهم للطفل الأكبر، فيميل لأن يكون شخصًا مسئولًا يُعتمد عليه، ثم يُصبح الآباء أكثر تراخيًا مع بقية الأبناء، فيصبح الصغير مدللًا ويشعر الطفل الأوسط بالإهمال وعدم الأهمية وسط عائلته، فهو لا يحظى بالاهتمام الذي يناله الأخ الأكبر، ولا يحظى بالتدليل الذي هو من نصيب الأخ الأصغر، ومحاولةً منه لجذب انتباه الوالدين فقد يصبح شخصية متمردة، ويسعى أيضًا لتكوين علاقات خارج أسرته لتعويض احتياجه للاهتمام.

حقيقة متلازمة الطفل الأوسط 

  • في عام ١٩٦٤وضع ألفريد أدلر نظريته حول تأثير ترتيب مولد الطفل بين إخوته على تطور شخصيته، وافترض أنه بالرغم من نشأة جميع أطفال الأسرة الواحدة تحت نفس الظروف، إلا أن ترتيب مولد كل طفل يؤثر على نمو وتطور شخصيته.
  • وطبقًا لنظرية أدلر فإن الطفل الأول يكون أكثر تحملًا للمسئولية، والطفل الأصغر يكون مدللًا، أما الطفل الأوسط فيكون هادئًا ومزاجيًا ويجد صعوبة في التواصل مع والديه.
  • ما زالت الأبحاث تجرى لمعرفة مدى دقة هذه النظرية، وأوضحت بعض تلك الأبحاث أن الطفل الأوسط بالفعل يكون أكثر بعدًا عن الوالدين من إخوته، ويتلقى توجيهًا أقل منهم.
  •  بينما أثبتت أبحاث أخرى أن ترتيب الطفل داخل أسرته لا يؤثر على سمات شخصيته؛ لذا فمن الصعب الجزم بوجود متلازمة الطفل الأوسط ويحتاج الأمر المزيد من الأبحاث لإثباتها أو نفيها.

صفات متلازمة الطفل الأوسط

  • يقع كثير من الآباء في خطأ محاباة الطفل الأكبر نظرًا لتميزه وتحمله للمسئولية، أو محاباة الطفل الأصغر لكونه أضعف وأكثر احتياجًا للرعاية الكاملة منهم.
  • وتتأثر شخصية الطفل الأوسط بتباين سمات شخصيات إخوته، فيتسم الطفل الأوسط بالهدوء أو المزاجية لأنه لا يجد اهتمامًا كافيًا بالقدر الذي يوجه لإخوته، ولأنه في حالة دائمة من التنافس معهم من أجل جذب انتباه الوالدين.

اقرأ: دليلك لفهم التوحد عند الأطفال Autism spectrum disorder 

و من سمات متلازمة الطفل الأوسط: 

  • التنافس الدائم مع أخوته: فهو يحاول أن يتميز عن باقي إخوته لجذب انتباه والديه.
  • أزمة الهوية  identity crisis: فهو ليس الطفل الصغير المدلل، ولا الطفل الكبير محور الاهتمام.
  • قلة الثقة بالنفس بسبب شعوره بأنه ليس الابن المفضل. 
  • الانطوائية والخوف من الرفض من الآخرين.
  • التقلبات المزاجية.
  • الشعور الدائم بالذنب وأنه لا يستحق الحب والاهتمام.
  • قد يلجأ الطفل الأوسط إلى بعض التصرفات السلبية لجذب انتباه والديه مثل التمرد و رفض أداء الواجبات المدرسية أو صبغ شعره بألوان غريبة لجذب انتباههم.
  • وغالباً ما يلجأ الطفل الأوسط لتوطيد صداقات خارج المنزل لتعويض فقدانه الاهتمام من أفراد أسرته.

كيف تؤثر متلازمة الطفل الأوسط على البالغين

يعتقد أن متلازمة الطفل الأوسط قد تمتد آثارها السلبية في حياة البالغين، فيصبح الشخص اعتماديًا وتابعًا في علاقاته الاجتماعية، وتقل ثقته بنفسه إلى الحد الذي تبهت معه شخصيته وسط شخصيات المحيطين به، ويجد بعضهم صعوبة في الإيمان بقدرته على أن يكون الشريك المناسب أو الصديق الأمثل لأحدهم.

كيفية التعامل مع الطفل الأوسط

  • اقض وقتًا خاصًا أطول معه وأشعِره بالطمأنينة والتقدير.
  •  تفهم مشاعره واصبر في تعاملك معه وأعطه المزيد من الاهتمام وشاركه في الحوار.
  • عظّم من إنجازاته وساعده على إبراز مواهبه لزيادة ثقته بنفسه.
  • شجع تميزه واختلافه عن إخوته.
  • حافظ على تواصلك الدائم معه وادعمه عاطفيًا.
  • إظهر اهتمامك وانتباهك له فهو يشعر بالاهمال وأنه غير مرغوب به.
  • اعطه بعض المسئوليات ليشعر بأهميته وبكونه عضو فعال في الأسرة.
  • حاول تشجيع طفلك على التفوق ليشعر بالقوة والحماس والتميز.
  • حاول أن تأخذ رأي طفلك في بعض الامور البسيطة ليستطيع التعبير عن رأيه.
  • قم بمحاولة الإنصات إلى طفلك ومشاركته وقته وسؤاله عن يومه كيف كان.
  • احترم مشاعر ابنك وأفكاره واستمع إليه ليشعر بشخصيته وأنه فرد مستقل بالأسرة.
  • حاول أن تعزز بناء شخصية ابنك بالنصائح البناءة. 
  • كف عن مقارنة ابنك الأوسط بباقي إخوته لتعزيز ثقته بنفسه.

على الرغم من أن متلازمة الطفل الأوسط تعبر عن كثير من السمات السلبية التي يعاني منها الطفل الأوسط. إلا أنه أحيانًا قد يصبح الطفل الأوسط مقاتلًا لتحقيق ذاته وإظهار قوته بين أفراد العائلة ليحظى ببعض الصفات الرائعة مثل:

  • قد يصبح الطفل الأوسط مفاوض ممتاز يسعى لنيل حقوقه مثل باقي أفراد أسرته.
  • من الممكن أن يكون الطفل الأوسط هو الأكثر عدلاً بين أخوته.
  • قد يصبح الطفل الأوسط  مندفعًا  ومحبًا للمخاطرة وذلك لجذب الانتباه.
  • قد يصبح  هو الأكثر مرونةً وتكيفًا على التغيرات في الظروف عن بقية إخوته

وأخيرًا فإن شخصية ابنك تتأثر بمدى اشباعك له عاطفيًا و نفسيًا وماديًا و ليس فقط بترتيب مولده بين إخوته.

اقرأ أيضًا: مرض السكري عند الأطفال | علاج السكري من النوع الأول 

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.