معا لصحة أفضل

ماذا تعرف عن مرض الجذام؟

0

قد تسمع عزيزي القاريء عن مستعمرة الجذام، ولا تعلم عن مرض الجذام الكثير. 

لماذا يعيش أصحاب هذا المرض المزمن في مستعمرة شبه منعزلين عن العالم الخارجي؟

مرضى الجذام يعانون العزلة، والنبذ، والوصمة من المجتمع فهل يستحقون ذلك؟

أقدم لك قارئي العزيز في هذا المقال لمحة عن مرض الجذام، أسبابه، وكيف ينتقل، وأعراضه، وهل له من علاج.

 

مرض الجذام 

مرض الجذام هو مرض مزمن معدي يسبِّب تقرُّحات شديدة مشوَّهة في الجلد، كما يسبب ضررًا في أعصاب الذراعين، والساقين، والجلد. 

 

 يؤثر الجذام أيضًا على العين والأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي.

 

وهو مرض معروف وموجود منذ العصور القديمة وقد تأثر به الكثيرون في كل قارة من قارات العالم.

 

مرض الجذام، المعروف أيضاً بمرض هانسون، ليس شديد العدوى كما يُعتقد؛ فلا يمكن أن يصاب به الشخص إلا إذا تعامل عن قرب وبشكل متكرر ولمدة طويلة مع رذاذ الأنف والفم لشخص مصاب بالجذام غير المعالج.

الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجذام من البالغين.

 

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، يبلغ عدد المصابين بالجذام في جميع أنحاء العالم أكثر من 200000 شخص، خاصة في قارتي أفريقيا وآسيا. 

مرض الجذام

أسباب مرض الجذام 

يسبّب الجذام نوع من البكتيريا بطيء النمو يُدعى المتفطرة الجذامية

 

ويعرف مرض الجذام أيضًا باسم مرض هانسون، نسبة إلى العالم الذي اكتشف المتفطرة الجذامية في عام 1873.

 

ينتقل الجذام عندما يسعل الشخص المصاب بالجذام أو يعطس، فإنه قد ينشر رذاذ يحتوي على بكتيريا المتفطرة الجذامية التي يستنشقها شخص آخر. 

 

كي تنتقل عدوى الجذام، من الضروري الاتصال عن كثب بشخص مصاب بمرض الجذام؛ فهو لا ينتشر عن طريق الاتصال العرضي بشخص مصاب، مثل المصافحة، أو العناق، أو الجلوس بجانبه في حافلة أو على طاولة أثناء تناول الطعام.

 

لا يمكن للأمهات الحوامل المصابات بمرض الجذام نقله إلى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد؛ وهو لا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أيضاً. 

 

أعراض مرض الجذام

يؤثر الجذام في الجلد والأعصاب الطرفية الموجودة خارج الدماغ والحبل الشوكي، ويصيب أيضًا العين والأنسجة الرقيقة المبطنة للأنف والجزء العلوي من الجهاز التنفسي.

 

يعد العرض الرئيسي لمرض الجذام هو ظهور تقرحات مشوهة، أو كتل، أو نتوءات في الجلد لا تزول بعد عدة أسابيع أو أشهر. وقروح الجلد تكون شاحبة اللون أو قد تكون محمرة بسبب الالتهاب.

 

تؤدي هذه الإصابات إلى انخفاض الإحساس باللمس أو الحرارة أو الألم. 

 

يؤدي تلف الأعصاب إلى:

  • ضعف العضلات.
  • فقدان الشعور في الذراعين والرجلين.

 

عادة ما يستغرق ظهور الأعراض من 3 إلى 5 سنوات بعد التعرض للبكتيريا المسببة للجذام. 

 

بعض الناس لا تظهر عليهم الأعراض إلا بعد 20 عامًا من مخالطة مريض جذام غير معالج. 

 

يسمى الوقت الفاصل بين التقاط العدوى وظهور الأعراض بفترة الحضانة. 

 

فترة حضانة مرض الجذام الطويلة تجعل من الصعب جدًا على الأطباء أن يحددوا متى وأين أُصيب الشخص بهذه العدوى.

 

مرض الجذام

أشكال مرض الجذام

يُصنف مرض الجذام تبعًا لعدد ونوع إصابات الجلد لدى المريض، وتعتمد الأعراض والعلاج على نوع مرض الجذام. وأنواعه هي:

  • الجذام الدرني Tuberculoid leprosy 

وهو نوع خفيف و أقل حدة من مرض الجذام.

الأشخاص الذين يعانون هذا النوع يكون لديهم بقعة واحدة فقط أو بضع بقع في الجلد فاتحة اللون (الجذام قليل العصيات). 

تصاب المنطقة المتأثرة من الجلد بالخدر أو التنميل، بسبب تلف الأعصاب المغذية لها. 

يعد هذا النوع أقل أنواع مرض الجذام عدوى.

 

  • الجذام الورمي Lepromatous leprosy 

هذا النوع من مرض الجذام يمثل شكل أكثر حدة من المرض. 

ويظهر في شكل نتوء وطفح جلدي واسع الانتشار (الجذام متعدد العصيات)، وخدر، وضعف عضلي. 

وقد تتأثر أيضًا الأنف والكلى والأعضاء التناسلية الذكرية. فهو أكثر حدة من الجذام الدرني.

  • الجذام الحدودي Borderline leprosy

يعاني المصابون بهذا النوع من الجذام أعراضًا مشتركة بين النوعين السابقين، الدرني والورمي على حد سواء.

 

قد يصنف الأطباء أيضاً مرض الجذام مستخدمين تصنيفًا أبسط، وهو:

  • الجذام ذو الآفة الواحدة.
  • الجذام قليل العصيات: يتميز بوجود اثنان إلى خمسة آفات في الجلد.
  • الجذام متعدد العصيات: يتميز بوجود ستة أو أكثر من آفات الجذام.

 

تشخيص الجذام 

يفحص الطبيب عينة صغيرة من قرح الجلد ويرسلها إلى المختبر لفحصها. فيما يعرف بخزعة الجلد. 

 

قد يقوم الطبيب أيضًا بفحص مسحة من الجلد في حالة الإصابة بالجذام قليل العصيات، لن تكون هناك أي بكتيريا في نتائج الفحص. أما في حالة الجذام متعدد العصيات ستظهر البكتيريا في المسحة.

 

قد يحتاج التشخيص إلى إجراء إختبار جلد الجذام لمعرفة أي نوع من الجذام يعانيه المريض. 

 

في هذا الاختبار، يحقن الطبيب كمية صغيرة من البكتيريا الخاملة المسببة للجذام تحت جلد الساعد. 

 

ثم يفحص المكان الذي تم الحقن فيه بعد 3 أيام، ثم مجدداً بعد 28 يوماً، ليرى إن كان لدى الجلد رد فعل. 

 

إذا ظهر رد فعل على الجلد، يعني هذا أن الشخص مصاب بالجذام الدرني أو الحدودي. أما في حالة الأشخاص غير المصابين بالجذام أو المصابين بالجذام الورمي لن يظهر لديهم أي رد فعل لهذا الاختبار.

مرض الجذام

مضاعفات الجذام

بدون علاج، قد يلحق الجذام ضررًا دائمًا بالجلد، والأعصاب، والذراعين، والرجلين، والقدمين، والعينين.

 

يمكن أن تشمل مضاعفات الجذام ما يلي:

  • تلف العصب البصري مما يؤدي إلى فقدان البصر أو إصابة العين بالمياه الزرقاء. 
  • التهاب القزحية.
  • العقم.
  • تشوه الوجه.
  • فقدان الشعر خاصة الحاجبين والرموش.
  • ضعف الانتصاب
  • فشل كلوي. 
  • ضعف عضلي يؤدي إلى تشوه اليد لتشبه المخالب، أو عدم القدرة على ثني القدمين. 
  • ضرر دائم داخل الأنف، قد يؤدي إلى نزيف في الأنف وانسداد مزمن للأنف، وتلف الحاجز الأنفي.
  •  تلف دائم للأعصاب الطرفية، المغذية للذراعين والساقين والقدمين.

يؤدي هذا الضرر العصبي إلى فقدان خطير للإحساس. 

مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الشعور بالألم عندما تُجرح اليد أو الرجلين أو القدمين أو عند الإصابة بحروق أو إصابات أخرى.

 

علاج مرض الجذام

يمكن الشفاء من الجذام، وتوفر منظمة الصحة العالمية العلاج المجاني لجميع مرضى الجذام.

خلال العقدين الماضيين، تم شفاء 16 مليون شخص مصاب بالجذام، 

 

يعتمد العلاج على نوع الجذام الذي يعانيه المريض: 

  • تستخدم المضادات الحيوية لعلاج العدوى، ويوصي الأطباء بالعلاج على المدى الطويل، لمدة 6 أشهر إلى سنة. 
  • في حالة الإصابة بجذام شديد، يحتاج المريض إلى تناول المضادات الحيوية مدة أطول. 
  • لا تستطيع المضادات الحيوية علاج تلف الأعصاب الذي يسببه الجذام.
  • العلاج متعدد الأدوية، هو علاج شائع للجذام يجمع بين المضادات الحيوية. مما يعني أنك ستتناول دوائين أو أكثر من المضادات الحيوية.
  • في حالة الجذام قليل العصيات: يتناول المريض مضادين حيويين، مثل دابسون يوميًا مع ريفامبيسين مرة في الشهر.
  • في حالة الجذام متعدد العصيات: يأخذ المريض جرعة يومية من المضاد الحيوي كلوفازيمين بالإضافة إلى دابسون يوميًا و ريفامبيسين شهريًا لمدة 1-2 سنة.
  • يمكن تناول عقاقير مضادة للالتهابات للسيطرة على ألم وتلف الأعصاب الناجم عن الجذام. هذا يمكن أن يشمل الستيرويد، مثل بريدنيزون.
  • يعالج الأطباء الجذام أحيانًا باستخدام الثاليدومايد، وهو دواء فعال يثبط الجهاز المناعي ويساعد على علاج عقيدات الجذام الجلدية. 

من المعروف أيضًا أن الثاليدومايد يسبب عيوب خلقية خطيرة تهدد الحياة. لا تأخذيه أبداً إن كنتِ حامل أو تخططين للحمل. 

 

وأخيرًا، إن العلاج المبكر للجذام يمنع المزيد من تلف الأنسجة، ويوقف انتشار المرض، ويمنع المضاعفات الصحية الخطيرة.

 ومع ذلك، لا يزال العلاج المناسب ضروريا حتى بعد حدوث التشوهات والمضاعفات؛ لمنع أي مزيد من تلف الجسم ومنع انتشار المرض للآخرين.

 

 

https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/guide/leprosy-symptoms-treatments-history

 

https://www.healthline.com/health/leprosy

 

https://www.cdc.gov/leprosy/index.html

Leave A Reply

Your email address will not be published.