معا لصحة أفضل

الغدة الكظرية Adrenal gland .. حقائق لا تعرفها من قبل

0

هل سمعت يومًا عن متلازمة كوشينغ (فرط كورتيزول الدم)؟ أو سمعت عن داء أديسون؟، هل تعلم أن الغدة الكظرية هي المسؤولة عن تلك الأمراض وغيرها؟، ماذا تعرف عن تلك الغدد الصماء؟، أين توجد في الجسم؟، ما هي أهميتها للجسم؟، ما الأمراض التي تنتج عن حدوث أي خلل بها؟ .. تابع قراءة المقال لمعرفة المزيد.

وظيفة الغدة الكظرية

  • الغدة الكظرية هي زوج من الغدد الصغيرة مثلثة الشكل، والتي توجد كلا منها فوق إحدى الكليتين؛ ولذا فهي تعرف أيضًا باسم الغدة فوق الكُلوية (suprarenal gland).
  • تفرز الغدة مجموعة من الهرمونات الهامة والمسؤولة عن نشاط الأيض بالجسم، والجهاز المناعي، وضغط الدم، واستجابة الجسم للضغوط.
  • تتكون من جزئين، القشرة و لب الغدة، حيث يفرز كلًا منهما هرمونات خاصة.
  • يؤدي قصور وظيفتها إلى حدوث داء أديسون (Addison disease)، بينما ينتج عن فرط إفراز هرموناتها العديد من المشاكل الصحية الأخرى.

هرمونات الغدة الكظرية 

تنقسم قشرة الغدة إلى ثلاث أجزاء تفرز كلًا منها هرمون خاص بها:

  • هرمون الكورتيزول (cortisol)

يتحكم هذا الهرمون الحيوي في دهون، وبروتينات، وكربوهيدرات الجسم، وهو أيضًا مسؤول عن تثبيط أي التهابات بالجسم، وينظم ضغط الدم، وكذلك ينظم مستوى السكر بالدم.

ينظم هذا الهرمون أيضًا دورة اليقظة والنوم للجسم، ويؤثر على تكوين العظام.

يُفرَز هذا الهرمون عندما يتعرض جسمك لضغط بدني أو عصبي فيساعد الجسم على الحصول على طاقة كافية لمواجهة تلك الضغوط.

  • هرمون الألدوستيرون (aldosterone)

يتحكم هذا الهرمون في مستوى ضغط الدم، ومستوى بعض الأملاح بالجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم.

يرسل هذا الهرمون إشارات للكُلى لتحتفظ بالصوديوم داخل الجسم، وتتخلص من البوتاسيوم في البول.

  • هرمونات ستيرويدات الأندروجين و DEHA

هي صورة أولية للهرمونات الجنسية التي تتحول داخل المبيض إلى الإستروجين (هرمون أنثوي)، وتتحول داخل الخصيتين إلى هرمونات الذكورة.

أما لب الغدة الكظرية فيفرز هرمونيّ الأدرينالين والنورأدرينالين المسئولين عن زيادة معدل وقوة ضربات القلب، لزيادة ضخ الدم إلى العضلات والمخ لمواجهة الأمور الطارئة.

وتعمل تلك الهرمونات أيضًا على ارتخاء عضلات مجرى الهواء في الجهاز التنفسي؛ لزيادة كمية الأكسجين بالجسم لنفس الغرض.

ويتم إفراز هذه الهرمونات في حالات الإجهاد الجسدي و النفسي للإنسان.

هذا بالإضافة إلى دورهما الهام في تنظيم مستوى السكر بالدم، وتنظيم ضغط الدم أيضًا.

أسباب خلل (قصور) وظائف الغدة الكظرية 

هي حالة نادرة الحدوث، وتحدث نتيجة للأسباب التالية:

  •  مرض في الغدة الكظرية: ويسمى هذا النوع قصور وظائف الغدة الكظرية الأولي، أو ما يعرف بأسم (داء أديسون).

ويحدث داء أديسون نتيجة مرض مناعة ذاتية، أو عدوى فطرية، أو سرطان الغدة، أو بعض الاضطرابات الجينية.

  •  قصور ثانوي في وظائف الغدة الكظرية: قد تحدث نتيجة لمرض بالغدة النخامية 

يتطور مرض قصور وظائف الغدة الكظرية على فترة زمنية طويلة، لكن هناك بعض الحالات التي تتطور فيها الأعراض فجأة في صورة قصور حاد في وظائف الغدة بنفس الأعراض، ما يعرف باسم أزمة الغدة الكظرية ( adrenal crisis).

وتعد هذه الحالة حالة طارئة يجب فيها التدخل الطبي على الفور، وإلا تعرض المريض لكثير من المضاعفات الخطيرة التي قد تودي بحياته مثل هبوط حاد في الدورة الدموية، وتشنجات، وغيبوبة.

  • تضخم الغدة الكظرية الخلقي: قد ينتج قصور وظائف الغدة الكظرية أيضًا عن تضخم الغدة الكظرية الخلقي.

أعراض الغدة الكظرية عند الأطفال

يولد بعض الأطفال بخلل جيني يسبب نقص إنزيم ضروري لتصنيع هرمون الكورتيزول،  أو هرمون الألدوستيرون، أو كليهما معًا وتعرف تلك الحالة باسم تضخم الغدة الخلقي (congenital adrenal hyperplasia).

ويعاني هؤلاء الأطفال من فرط إفراز الأندروجين؛ مما يؤدي إلى حدوث بلوغ مبكر للذكور، وظهور أعراض ذكورية ثانوية للإناث.

وفي الحالات الشديدة يولد هؤلاء الأطفال بأعضاء تناسلية مبهمة (ambiguous genitalia)، ويعانون من القيء، والجفاف.

قد يتأخر تشخيص حالات تضخم الغدة الخلقي، تبعًا لدرجة نقص الإنزيم، ودرجة ظهور الأعراض التي يعاني منها الشخص.

أعراض خلل (قصور) وظائف الغدة الكظرية 

  • فقدان الشهية والوزن.
  • الغثيان والقيء.
  • الإجهاد.
  • سواد لون البشرة.
  • آلام بالبطن.

فرط نشاط الغدة الكظرية 

قد تنمو بعض العقيدات النشطة (الحميدة أو الخبيثة) بذلك النوع من الغدد،  فتفرز نوعًا أو أكثر من هرمونات الغدة مما يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض فرط نشاط تلك الغدة ، ومنها:

  • متلازمة كوشينغ (فرط إفراز الكورتيزول)

تنتج متلازمة كوشينغ من فرط إفراز هرمون الكورتيزول من الغدة الكظرية والذي تظهر أعراضه في:

  • زيادة الوزن.
  • تراكم الدهون في أماكن مميزة من الجسم وهي الوجه، ومؤخرة الرأس Buffalo hump، والبطن.
  • أطراف الجسم رفيعة.
  • علامات تمدد أرجوانية في البطن.
  • نمو شعر زائد في الوجه.
  • الإجهاد و ضعف العضلات.
  • كدمات الجلد.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • داء السكري.

وقد تنتج متلازمة كوشينغ أيضًا من فرط إفراز هرمون الكورتيزول، بسبب زيادة في إفراز هرمون (ACTH)، الذي تفرزه بعض الأورام الحميدة للغدة النخامية التي تعد الغدة المسؤولة عن التحكم بوظائفها.

وقد يُنتج هذا الهرمون عن طريق بعض الأورام في الجسم خلاف الغدة النخامية ويؤدي إلى ظهور أعراض متلازمة كوشينغ أيضًا.

يؤدي الاستهلاك المفرط لمدة طويلة للعقاقير التي تحتوي على ستيرويدات، مثل prednisone,  dexamethasone  إلى حدوث حالة شبيه كوشينغ (cushingoid).

حيث تتشابه أعراضه مع متلازمة كوشينغ مع اختلاف الأسباب.

  • فرط إفراز هرمون الألدوستيرون (hyperaldosteronism)

ما يعرف باسم متلازمة كون (Conn syndrome)، ويكون فرط إفراز هذا الهرمون من إحدى أو كلتا الغدتين وتظهر أعراضه في صورة:

ارتفاع ضغط الدم الذي يحتاج لأكثر من دواء واحد من أدوية الضغط للتحكم به.

انخفاض مستوى البوتاسيوم بالدم مسببًا آلام، وضعف، وتقلصات بالعضلات.

  • فرط إفراز الأدرينالين والنورأدرينالين (pheochromocytoma)

يكون فرط إفراز هذه الهرمونات إما من الغدة نفسها، أو من نسيج مشابه لها يدعى (neural crest).

يؤدي فرط إفراز هذه الهرمونات إلى حدوث ارتفاع ضغط الدم الدائم، أو الى ارتفاع ضغط الدم العشوائي، الذي يكون غير قابل للاستجابة لأدوية الضغط المعتادة.

وتظهر لهذه الحالة أيضًا أعراض  أخرى مثل:

  • الصداع.
  • فرط التعرق.
  • الرجفة.
  • التوتر وسرعة ضربات القلب.

سرطان الغدة الكظرية 

هذا النوع من السرطان نادر الحدوث يتميز بكبر حجمه، وانتشاره لبقية أعضاء الجسم عند وقت اكتشافه.

قد تكون أورام تلك الغدة مفرزةً للهرمونات، ويؤدي ذلك لظهور أعراض تختلف حسب نوع الهرمون المُفرز من الورم.

بالإضافة إلى آلام بالبطن، أو آلام بالجنب، وإحساس المريض بامتلاء البطن خاصةً عند كبر حجم الورم.

أغلب أورام تلك الغدة تكون غير ناشئة من نسيج الغدة نفسه، وتكون نمواً ثانويًا لورم خبيث من أجزاء أخرى بالجسم.

تشخيص أمراض الغدة الكظرية 

يعتمد تشخيص اضطرابات الغدة على بعض التحاليل التالية:

  • قياس مستوى هرمونات الغدة الكظرية.
  • قياس مستوى هرمونات الغدة النخامية.
  • تحليل مستوى الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.
  • تحليل مستوى السكر بالدم.

وقد يحتاج التشخيص إلى إجراء:

  • موجات فوق صوتية (سونار) على البطن والرأس.
  • أشعة الرنين المغناطيسي (MRI).
  • الأشعة العادية على البطن وعلى الغدة النخامية أيضًا. 

علاج أمراض الغدة الكظرية 

يعتمد العلاج على أسباب مرض الغدة، ففي حالات القصور الوظيفي لها مثل حالات (داء أديسون)، يُضطر المريض إلى تناول الهرمونات التعويضية للغدة.

أما فى حالات فرط إفراز الغدة قد يحتاج المريض للعلاج الإشعاعي لتقليل إفراز الغدة.

قد نحتاج للجوء إلى الحل الجراحي في الحالات التالية:

  • أورام الغدة الكظرية الخبيثة.
  • أورام الغدة النخامية.
  • فشل العلاج الدوائي في تقليل إفراز الغدة.
Leave A Reply

Your email address will not be published.