غالبًا ما يتم الربط في أذهان الناس بين الإصابة بالتهاب الحلق والحمى ، ولكن من الممكن أن يعاني الشخص التهاب الحلق بدون حرارة.
تعد الحمى واحدة من عدة أعراض يبحث عنها الطبيب عند تشخيص التهاب الحلق، وعدم وجودها لا يعني بالضرورة أن الشخص ليس مصابًا بالتهاب الحلق.
تعرف معي عزيزي القاريء على أسباب وعلاج التهاب الحلق بدون حرارة.
أعراض التهاب الحلق
- قد يعاني البعض التهاب الحلق الذي يتكرر عدة مرات، أو التهاب الحلق المزمن، الذي يجعل عملية البلع مؤلمة.
- يظهر التهاب الحلق في صورة حكة، أو بحة الصوت، وصعوبة البلع، وارتفاع درجة الحرارة، وقد يكون التهاب الحلق بدون حرارة.
- ينتج التهاب الحلق المتكرر عن مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك حفنة من أنواع العدوى التي قد تكون خطرة، لذلك من المهم تحديد سبب التهاب الحلق في أسرع وقت ممكن.
- يعد التهاب الحلق بسبب المجموعة أ من البكتيريا العقدية أمرًا شائعًا، وينتقل بسهولة من شخص لآخر، بعض ممن يعانون هذا النوع من التهاب الحلق لا يعانون ارتفاع درجة الحرارة.
وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر أعراض التهاب الحلق بالبكتيريا العقدية (streptococcal throat infection)، هي:
- التهاب الحلق بدون سعال.
- ألم شديد مع البلع.
- تورم العقد الليمفاوية في الجزء الأمامي من العنق.
- التهاب واحمرار اللوزتين وظهور بقع صديدية عليها.
- حمى في بعض الأحيان.
- بقع حمراء صغيرة على سطح الفم.
أسباب التهاب الحلق بدون حرارة
- تنتقل البكتيريا العقدية التي تسبب إلتهاب الحلق عادة عن طريق الاتصال مع شخص مصاب أو عن طريق تنفس رذاذ الشخص المصاب.
- إن العطس، أو مشاركة الأواني، أو لمس شيء بعد أن يلمسه شخص مصاب يمكن أن تنشر بكتيريا الحلق. ويرجع ذلك إلى أن بكتيريا إلتهاب الحلق تعيش في معظم الأحيان في أنف وحلق الشخص.
- إلتهاب الحلق معدي للغاية، إذا تم تشخيص إصابة شخص بعدوى إلتهاب الحلق، ينبغي أن يتخذ الاحتياطات اللازمة ويحافظ على النظافة الجيدة حتى لا يصيب الآخرين بالعدوى.
- الأطفال أكثر عرضة لالتهاب الحلق من البالغين. قد لا يعاني بعض الأطفال أي أعراض ولكنهم يحملون بكتيريا إلتهاب الحلق، مما يعرض الآخرين للعدوى بها.
من الأسباب التي يمكن أن تسبب إلتهاب الحلق المستمر، ما يلي:
الحساسية
عندما تصاب بالحساسية، يكون جهازك المناعي شديد التفاعل مع بعض المواد التي تعد غير مؤذية عادةً، وتسمى هذه المواد مسببات الحساسية.
تشمل مسببات الحساسية الشائعة: الأطعمة، وبعض النباتات، ووبر الحيوانات الأليفة، والغبار، وحبوب اللقاح.
قد يصبح الشخص أكثر عرضة لالتهاب الحلق المستمر إذا كان يعاني حساسية ناتجة عن استنشاق مسببات الحساسية، مثل حبوب اللقاح، أو الغبار، أو العطور الصناعية، أو العفن.
وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً المرتبطة بأنواع الحساسية المنقولة جواً ما يلي:
- سيلان الأنف
- السعال
- العطس
- الحكة في العينين
- عيون دامعة
- يكون سيلان خلف الأنف الناتج عن سيلان الأنف أو التهاب الجيوب الأنفية هو السبب الأرجح لالتهاب الحلق.
سيلان خلف الأنف
ينتج سيلان خلف الأنف عن سيلان الفائض من مخاط الجيوب الأنفية إلى الجزء الخلفي من الحلق.
قد يؤدي هذا إلى استمرار الالتهاب والحكة بالحلق.
يحدث سيلان خلف الأنف بسبب تغيرات الطقس، واستخدام بعض الأدوية، وتناول الأطعمة الحارة، واعوجاج الحاجز الأنفي، والحساسية، والتعرض للهواء الجاف.
بالإضافة إلى التهاب الحلق، تشمل أعراض سيلان خلف الأنف الآتي:
- التهاب الحلق بدون حرارة
- رائحة النفس الكريهة
- الإحساس بالحاجة إلى البلع طوال الوقت
- السعال الذي يزداد سوءًا أثناء الليل
- الغثيان بسبب زيادة المخاط في المعدة
التنفس الفموي
قد يؤدي التنفس عبر الفم بشكل مزمن (خاصة أثناء النوم)، إلى التهاب الحلق المتكرر.
ويؤدي إلى الشعور بالألم عند الاستيقاظ من النوم في الصباح، والشعور بالألم عند الشرب أيضًا.
وتشمل أعراض التنفس أثناء الليل أيضًا ما يلي:
- جفاف الفم
- خدوش أو جفاف في الحلق
- بحة الصوت
- التعب والتوتر عند الاستيقاظ
- رائحة النفس الكريهة
- دوائر داكنة تحت العين
- نقص القدرة على التركيز
في معظم الأحيان، يكون التنفس عن طريق الفم بسبب انسداد الأنف الذي يمنع التنفس بشكل صحيح من خلالها، ومن تلك الأسباب:
- احتقان الأنف
- انقطاع النفس أثناء النوم sleeping apnea
- تضخم اللحمية الأنفية أو اللوزتين
الارتجاع المعدي المريئي
يحدث ارتجاع المريء، المعروف أيضًا باسم الحموضة المعوية، عندما تضعف العضلة العاصرة المريئية السفلية وتصبح غير قادرة على الإغلاق بإحكام؛ مما يؤدي إلى تدفق حمض المعدة إلى الأعلى داخل المريء.
قد يؤدي ارتجاع الحمض أحيانًا إلى التهاب الحلق. مما يسبب لك الألم المستمر.
بمرور الوقت، يمكن لحمض المعدة أن يتلف بطانة المريء والحنجرة.
وتشمل الأعراض الشائعة لتدفق الحمض ما يلي:
- التهاب الحلق
- حرقة معوية
- التقيؤ
- طعم حامض في الفم
- الحرقة وعدم الراحة بالمعدة
- صعوبة في البلع
السيلان
يعد السيلان أحد أنواع العدوى المنقولة جنسيًا، (STI) وتسببه بكتيريا نيسيريا السيلية.
من الاعتقاد الشائع أن الأمراض المنقولة جنسيًا تؤثر فقط على الأعضاء التناسلية، ولكن عدوى السيلان قد تصيب الحلق نتيجة الجنس الفموي غير المحمي.
عندما يؤثر السيلان على الحلق، فإنه عادة ما يؤدي فقط إلى احمرار والتهاب الحلق المستمر.
التلوث البيئي
يسبب العيش في المناطق الصناعية مثل المدن الكبرى، إلتهاب الحلق المستمر بسبب الضباب الدخاني.
وبالإضافة إلى إلتهاب الحلق المستمر، يمكن أن يسبب التلوث البيئي ما يلي:
- تفاقم أعراض الربو
- السعال
- تهيج الصدر
- ضيق التنفس
- تلف في الرئة
التدخين
يعد التدخين والتدخين السلبي أسبابًا لالتهاب الحلق المستمر، بالإضافة إلى تفاقم الربو، والتهاب الشعب الهوائية، وانتفاخ الرئة، وغيرها.
قد يؤدي التعرض للسموم الموجودة بدخان السجائر إلى الإصابة بسرطان الحلق، والذي قد يؤدي إلى ألم الحلق أيضاً.
التشخيص
- لتشخيص التهاب الحلق، يسأل الطبيب عن الأعراض، ويفحص الحلق، ويقيس درجة الحرارة، ويفحص العقد اللمفاوية في مقدمة العنق.
- قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبار التهاب عقدي بسيط لتأكيد وجود المكورات العقدية، وذلك بعمل مسحة للجزء الخلفي من حلق المريض.
- قد يعطي نتيجة اختبار المسحة نتائج إيجابية أو سلبية، مؤكدة ما إذا كان الشخص مصاب بعدوى التهاب الحلق.
- في بعض الحالات، إذا كانت نتائج الاختبار سلبية، قد يقوم الطبيب بإجراء فحص مخبري يسمى مزرعة الحلق (throat culture). ويستغرق وقتًا أطول للوصول إلى النتائج، ولكنه قد يجد أحيانًا العدوى التي تفتقدها مسحة الحلق.
- من المرجح أن يطلب الطبيب إجراء مزرعة للحلق بعد إجراء مسحة الحلق السلبية على الأطفال لأن الأطفال أكثر عرضة من البالغين للإصابة بالحمى الروماتزمية التي تنتج عن العدوى غير المعالجة.
هل يعني عدم وجود الحمّى أن التهاب الحلق ليس معديًا؟
تنتشر عدوى إلتهاب الحلق من خلال الاتصال مع لعاب وإفرازات الأنف للشخص المصاب.
يمكن للشخص أن ينشر البكتيريا العقدية (strep) حتى لو لم يكن مصابًا بأعراض.
يمكن للشخص أن يصاب ببكتيريا الحلق بالطرق التالية:
- مشاركة الطعام أو الشراب مع شخص مصاب.
- لمس تقرحات الجلد التي تسببت المجموعة العقدية بها، على سبيل المثال، القوباء.
- لمس أشياء ملوثة بسعال أو عطس الشخص المصاب ببكتيريا الحلق العقدية، ثم لمس الفم أو الأنف.
- التقاط العدوى مباشرة من الرذاذ التنفسي للشخص المصاب بالعدوى.
ينبغي أن يتناول الشخص جميع العلاجات الموصوفة بالمضادات الحيوية وأن يكون على علم بأنه ما يزال مصدرًا للعدوى حتى مع بدء العلاج.
يجب على الشخص اتخاذ احتياطات معقولة، مثل غسل اليدين بشكل متكرر والسعال أو العطس في المرفق بدلًا من اليد، للمساعدة في منع انتشار إلتهاب الحلق إلى الآخرين.
علاج التهاب الحلق
- إذا كانت نتيجة مسحة الحلق للشخص إيجابية للبكتيريا العقدية، فإن العلاج الأساسي هو استخدام المضادات الحيوية.
- يعد البنسلين أو أموكسيسيلين هو خط العلاج الأول لعدوى البكتيريا العقدية من المجموعة أ.
- يمكن أن تقلل المضادات الحيوية من وقت ظهور الأعراض، وتقلل خطر نقل البكتيريا إلى الآخرين، وتقلل فرصة حدوث مضاعفات.
- يمكن للطبيب أن يصف مضادات حيوية أخرى فعالة ضد الالتهاب إذا كان الشخص لديه حساسية من البنسلين.
- في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب أيضًا بأدوية لعلاج الألم. قد تكون هذه الأدوية بدون وصفة طبية متاحة في معظم الصيدليات.
- إذا لم يظهر على الشخص أي أعراض أو علامات للعدوى ولكن مسحته إيجابية لبكتيريا المجموعة أ العقدية، فإنه يكون حاملًا للعدوى.
- الناقل يكون أقل عرضة لنشر البكتيريا للآخرين ومن غير المرجح جدًا أن يطور مضاعفات من البكتيريا غير المعالجة. وعادة لا يحتاج إلى مضادات حيوية.
وأخيرًا، إلتهاب الحلق هو عدوى بكتيرية شائعة تسبب في كثير من الأحيان التهاب حاد في الحلق دون سعال.
قد يعاني الشخص أيضًا من أعراض أخرى، مثل الحمى، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا. فقد يصاب الشخص بالتهاب الحلق بدون حرارة.
https://www.healthline.com/health/
https://www.medicalnewstoday.com/articles/strep-throat-without-fever#summary
https://www.medicalnewstoday.com/articles/strep-throat-without-fever